Site
القائمة  
  الأولى
  أعلام من سيدي خالد
  خالد بن سنان العبسي
  الثقافية
  صور عن المدينة
  صوت من أجل سد
  اتصل بنا
  خرائط وصور عبر القمر الصناعي
  االملحقة
  أضف رابطا لموقعك
  سجل الزوار
  فيديو
  سجل
  الاخبار
الأولى

الفرس ........الحسناء .....والباب العالي

 

حدثني الأستاذ حليس، وهو لمن لا يعرفه أستاذ في التاريخ ومتابع لمستجدات الحياة الثقافية والفكرية وصاحب أفكار نيرة وواضحة.

حدثني فقال: في غضون القرن الثامن عشر أو في حدود الخمسينيات منه، كان ولي العهد في المملكة المغربية يملك فرسا ذات أصول عربية وكانت هذه الفرس جميلة ورشيقة قلت نظيراتها في ذلك الزمان والمكان.

وكان يعيش في مدينة سيدي خالد آنذاك رجل من عامة الناس يسمى "الذباح"، والتسمية أتت ربما لأنه أمتهن الجزارة في ذلك الوقت، وكانت له بنت جميلة حسناء، نسي محدثي أن يذكر اسمها ونسيت أنا أن أسأله عنه. وفي شأن الحسن والجمال الذي اتصفت به نساء ذاك الزمان في ذاك المكان، تذكرت وصفا عجيبا له كانت قد ذكرته لى عمتي "رقية" وهي في عقدها التاسع، أطال الله في عمرها، حدثتني عن زفاف كانت قد حُدثت به : أن العروس قد بلغت من الجمال ما إن الماء ليرى من خلال جيدها وهي تشربه؛ وقد امتزجت صورة الجمال هذه في مخيلتي مع صفة حور الجنة اللائي ترى عظامهن لطراوتهن وجمالهن، جعلني الله وإياكم أزواجا لهن...آمـــين.

وأكمل محدثي روايته فقال : وقد اعتاد حجاج بيت الله الحرام فيما اعتادوا عليه في ذلك الزمان أن يجعلوا سيدي خالد إحدى محطاتهم عند انطلاقهم من المملكة المغربية على ظهور الإبل والبغال والحمير والخيول وكانت هذه القافلة أشبه ما تكون إلى الوكالات السياحية اليوم، إذ أن الحجاج الذين لا يملكون المركب يكترون مكانا لهم على ظهورها.

وقد اعتادوا فيما اعتادوا عليه أيضا أن يكون يوم السادس والعشرين من رمضان هو يوم حط الرحال بجوار مسجد سيدي خالد العبسي؛ وقد أسترسل محدثي في وصف هذا الموعد أن حدثني فقال أن هذا الميعاد كان بمثابة ملتقى للفكر والعلم والثقافة وتبادل الروايات وأقاصيص بني هلال. وكان أيضا فرصة للحجاج للتزود بـ "الميرة" وما يلزمهم من الأكل والشرب في سفرهم.

وكان رئيس القافلة لزوما هو ولي العهد في المملكة المغربية وقد صادف في إحدى هذه الوقفات أن ولي العهد هذا بَصُر ببنت الذباح أو حُكي له عنها فأعجب بها وأراد أن يتخذها زوجا له فطلب يدها من أبيها الذي قبل به نسيبا، وقد اتفق الإثنان على أن تزف إليه بعد عودته من البقاع المقدسة ومروره راجعا على مدينة سيدي خالد.

بعد أن تمت الزيجة وأقيمت الوليمة وقفل ولي العهد عائدا إلى دياره بالمغرب استصحب أخ العروس وأكرم ضيافته في دار الإمارة هنالك ولما رجع هذا الأخ أهداه الأمير الفرس الجميلة التي حدثني عنها الأستاذ آنفا.

عمد باي قسنطينة في ذلك الوقت إلى زيارة عاصمة الزاب بسكرة وقد جرت العادة أن يفد أهل المنطقة إلى لقاءه هناك محملين بزكواتهم وخراجهم وهدياهم ويدفعونها له، إذ أنه يمثل سلطة داي العاصمة وكان ما يجمعه باي قسنطينة جزء من "الدنوش" الذي يدفعه باي وهران وباي التيطري "المدية" إلى داي الجزائر.

فرسنا تلك كانت من أنفس ما قدمه أهل مدينة سيدي خالد لباي قسنطينة الذي أعجب بها أيما إعجاب وهو بدوره أهداها إلى داي الجزائر عندما حان وقت دفع الدنوش.

وقد كانت الفرس من أنفس ما أهداه داي الجزائر إلى الباب العالي في اسطنبول.  

 


  

أنبوب للبترول ....وآخر للماء


تلقى سكان الصحراء الشاسعة وسكان دائرة سيدي خالد وما جاورها من الأمصار التي تعانى الظمأ منذ أن توسع عمرانها وكثرت الأنفس فيها؛ تلقوا خبر توصيل مياه البحر بعد معالجتها وتحليتها ببهجة وسرور عظيمين وقد أقاموا الأفراح وأطعموا الطعام وتوضؤا واغتسلوا والحمد لله.

وقد عمدت الحكومة إلى عملية جريئة وذكية في توصيل مياه البحر إلى هذه المناطق البعيدة نوعا ما عن البحر الأبيض المتوسط وذلك بمد أنابيب المياه موازية لأنابيب البترول والغاز، إلا أن اتجاه جريان السائلين النفيسين كان متعاكسا، فالبترول الخام باتجاه الشمال وماء البحر المعالج باتجاه الجنوب طبعا.

وكأن الحكومة التي تسكن في شمال البلاد أرادت أن ترد بعضا من جمائل الصحراء المعطاءة التي أمدت البلاد بالقوت وعوامل الثراء والاستقلال الاقتصادي.

 وأني أعتقد أن القائمين على هذا المشروع الضخم أرادوا أن يلمحوا بازدواجية مد الأنبوبين على حق الجنوب في ماء البحر الذي يطل جغرافيا على الشمال.

وكما يذكر بن خلدون في مقدمته حول تغير طباع الناس حسب الملبس والمأكل والطقس، فإن طباع هذه البلاد الطيبة قد تغيرت إلى الحسن ولله في خلقه شؤون، فقد رقت جلودهم وابيضت وجوههم واتسعت حدقات أعينهم ولم يكن ذلك مستغربا بالنسبة إلي نظرا لشح المياه المستعملة سابقا على اختلاطها بالصدأ والكبريت وأشياء لا أعلمها.

في يوم حار من أيام غشت، دخلت إلى الحمام لأطفأ نار جهنم بماء البحر المعالج والمحلى، سكبت الماء على وجهي حتى امتلأت عيناي ......بالعرق وإذ بصاحبتي توقظني من أحلام لم تتحقق.

 


 
 
  Aucun lien n'a encore été enregistré!

Ton lien doit-il s'afficher ici?
Il te suffit de t'inscrire ici:
=> Vers l'inscription
 
like Sidi khaled  
 
 
 
   
محرك بحث قوقل  
 
 
انتم الزائر 24733 visiteurs (47086 hits) on this page!
trois
This website was created for free with Own-Free-Website.com. Would you also like to have your own website?
Sign up for free