جاء الرجل الذي نعتمد عليه في الصحراء
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا " الأحزاب الآية 23.
ولد زيان عاشور بالبيض بلدية سيدي خالد دائرة سيدي خالد ولاية بسكرة في 1919 ابن مبروك وبركاهم السعيد ، زاول تعليمه الابتدائي في زاوية أولاد الرملية و حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ العيد بن الباهي في بلدة عين الملحسنة 1935 .
واصل تعليمه الثانوي بزاوية المختار بأولاد جلال حيث نال قسطا وافرا من العلوم الشرعية والعربية ليجند في الجيش الفرنسي عنوة في سنة 1939 و يخرج منصفوفه سنة 1944، و في سنة 1945 انخرط في حزب الشعب ثم حركة انتصار الحرياتالديمقراطية و كان مكلفا بالدعاية والأخبار بناحية أولاد جلال تحت غطاء ترأسهللجنة البطالين و نتيجة لنشاطاته ألقي عليه القبض مرارا كانت إحداهالنشاطه الدعائي في الحملة الانتخابية لفائدة مرشحي حزبه ليعاد إلى السجن سنة 1948 ،عرضت عليه العديد من الإغراءات المادية للتخلي على نشاطه السياسي إلا أنه رفض، سافرإلى فرنسا في نفس السنة ليواصل ممارسة عدة مهام سياسية كلفه بها النظام - آنذاك - في مدينة ( ليون ) ليعود سنة 1952 إلى الوطن و يعتقل من جديد، و في سنة 1953 رزقبإبن سماه ( جمال عبد الناصر ) تيمنا بنجاح الثورة المصرية في 23 يوليو ( جويلية ) 1952و في نفس السنة أستدعي للمشاركة في مؤتمر الحزب ببروكسل ( بلجيكا ) و لم يتمكنمن الحضور بسبب منع السلطات الاستدمارية له و إقدامها على اعتقاله لمدة قصيرة. و ما إن خرج من السجن أي قبيل اندلاع الثورة، عينه مصطفى بن بولعيد مسؤولا على المنطقةالصحراوية، فشرع في تجنيد الشباب و تدريبهم وتنظيم اللجان الشعبية، و خلايا المسبلين في المدن و القرى استعدادا لاندلاع الثورة. وهذا ما جعل السلطات الاستدمارية تقدم على اعتقاله كالعادة يوم : 01/11/1954 ، حيث مكث في سجن الكدية بقسنطينة أين كان إلى جانب عدة وطنيين و من بينهم الشهيد ( مصطفى بن بولعيد ) ساعده على التخطيط ليسارع بعد خروجه مباشرة من السجن سنة 1955 إلى الاجتماع بمناضلي الجبهة في بوسعادة فيقرر انطلاق الثورة في الناحية متخذا جملة من القرارات من أهمها
ـ الإسراع في تكوين نواة لجيش التحرير الوطني بالجهة اعتمادا على أبنائها.
ـ تجميع الأسلحة وإبقائها في يد مجاهدي الجهة، إلا ما زاد على الاحتياجات الضرورية.
و في شهر أكتوبر من نفس السنة التحق بمعاقل الثورة في الجبال و قدبلغ عدد المجاهدين المجندين تحت إمرته في هذه الفترة القصيرة، أي سنة 1956، ألف مجاهد و نيف.
ثم انتقل إلى ناحية أولاد جلال أين قام بنفس المهمة و هنا كان اتصاله بالشهيد سيعمر إدريس على رأس فوج من المجاهدين حيث اتفقا على تمركز هذا الأخير في ناحية ( الخرزة ) للإشراف على تدريب المجاهدين. بقي الأمر على هذا الحال إلى أن تم تعينه رسميا كقائد عام لوحدات الجيش الموجودة آنذاك و هذا من قبل الشهيد مصطفى بن بولعيد الذي كان قد فرمن السجن و التحق بصفوف الثورة في الجبال .
و في شهر مارس 1956 استدعي الشهيد مصطفى بن بولعيد الشيخ زيان عاشور لاجتماع عام حضرته إطارات الثورة في المنطقة الأولى آنذاك و التي كانت تتبعها هذه الجهة و هذا في المكان المسمى ( الجبل الأزرق ) ( تافرانت ) و هنا أخير الحاضرين أن زيان عاشور مسؤول الصحراء، وقال الشهيد مصطفى بن بولعيد مقولته : ( جاء الرجل الذي نعتمد عليه في الصحراء ) و تشاء الأقدار أن يستشهد سي مصطفى بن بولعيد قبل أن يحضركل المدعوين، ويلقي كلمة الشيخ زيان ثم قفل عائدا إلى منطقته.
قاد البطل زيان عاشور عدة معارك و هجومات ضد العدو نذكر منها:
معركة جبل مناعة سنة 1956
معركة جبل قعيقع التي دامت يومين كاملين سنة 1956،
هجوم على مركز العدو بعين الريش في ماي 1956،
هجوم على مركز للعدو بعمورة في نفس الشهر و السنة.
و تشاء الأقدار أن يستشهد البطل زيان عاشور في 07 نوفمبر 1956 في المكان المسمى خلفون بالقرب من جبل ثامر إثر معركة دامت ثلاثة أيام لتنتهي بذلك ملحمة بطل و تتواصل ملحمة شعب.
عن موقع جلفة انفو بتصرف